عاشت الولايات المتحدة الأمريكية ليلة استثنائية فى تاريخها الكروي؛ بتقديم فريق إنتر ميامي الأمريكي للاعبه الجديـد ليونيل ميسي امام الجماهير ووسائل الإعلام، وذلك فى حفل أُقيم بملعب النادي “درايف بينك” فى ولاية فلوريدا.
ويُصنَف ميسي، وفقًا للكثيرين، بأنه افضل لاعـب كرة قدم عبر كل العصور، وسبق لخورخي ماس، أحد الملاك الثلاث لنادي إنتر ميامي، ان قارن انضمام النجـم الأرجنتيني الي ميامي، بانتقال الأسطورة البرازيلية إدسون أرانيس دو ناسيمنتو “بيليه” الي فريق نيويورك كوزموس الأمريكي عَامٌ 1975.
وبعيدًا عَنْ إستقبال الولايات المتحدة الأمريكية لنهائيات كاس العالم 1994، واشتراكها كمنظم رئيس فى إستقبال مونديال 2026، يمكن القول إن “حفل تقديم ميسي فى ستاد درايف بينك” كان الأكبر والأكثر إثارة للاهتمام فى عالم كرة القـدم بأمريكا اثناء آخر 30 سنة.
وبدا ميسي “بطلًا مُتوجًا” فى لحظات دخوله الي أرضية الْمَلْعَبُ؛ حيـث التقى لأول مرة بنحو 20 ألف مشجع لإنتر ميامي احتشدوا فى المدرجات، خصيصًا للاحتفاء باللاعب بالفائز بكأس العالم قطر 2022، والترحيب به.
وقالت الإذاعة الداخلية للاستاد فى وصف ميسي: “افضل رقم 10 فى العالم”.. بعد ذلك، كان ميسي قادرًا على حمل قميصه الجديـد، برقمه القديم المُعتاد (10)، وفيما بدا ملاك إنتر ميامي الثلاث (ديفيد بيكهام، خورخي ماس، خوسيه ماس) يحتفون بما تحقق على أيديهم مـن نصر لكرة القـدم بالبلاد، كان المشجعون فى المدرجات متناسين معاناة كبيرة عاشوها قبل دقائق مـن بداية الحفل، وبشكل عَامٌ، سادت الأجواء الاحتفالية، ولسان حال الجميع يقول: “أهلًا بميسي فى أمريكا.. أهلًا بكرة القـدم فى الولايات المتحدة”.
نصر فى كرة القـدم
يُعرَف عَنْ الولايات المتحدة الأمريكية أنها بلد لا يهوى سكانه كرة القـدم، بالرغم مـن الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة هناك لتحويل اللعبة الي رياضة شعبية.
وتملك الولايات المتحدة المزيد مـن الملاعب العالميه، كَمَا تتمتع باستثمارات كبيرة لأبرز الشركات الراعية فى عالم كرة القـدم، لكن الدورى الأمريكي لم يكن يـومًا مثار إعجاب المشجعين مـن خارج البلاد، كَمَا عانى منتخـب الرجال فى مقارعة كبار العالم ببطولات المونديال.
ويعني ذلك ان الولايات المتحدة، بالرغم مـن قوتها الكبيرة كدولة عظمى، متعطشة لتحقيق اى انتصارات حقيقية فى كرة القـدم، وبالنسبة الي البعض، فإن تقديم ميسي، الليلة الماضية، لاعـبًا جديدًا فى إنتر ميامي يمثل نصرًا لكرة القـدم بأمريكا.
وقد بدا جليًا ان الملاك الثلاث لإنتر ميامي فرِحون بما تحقق على أيديهم مـن نصر أمريكي بكرة القـدم، فى وقت تستعد فيه البلاد لأن تصبح “قبلة للعبة” اثناء الأعوام القليلة القادمة.
أهلًا بكرة القـدم
كَمَا أسلفنا ذكرًا، بات مُقررًا ان تصبح الولايات المتحدة الأمريكية “قبلة حقيقية لكرة القـدم” اثناء الأعوام القليلة القادمة؛ مع إستقبال البلاد منافسات كوبا أمريكا 2024، وكأس العالم للأندية فى نسختها الموسعة 2025، ونهائيات كاس العالم 2026.
وإجمالًا، يمكن القول إن خطوات عملية تأخذها الولايات المتحدة بالفعل لتنظيم الاحداث الثلاثة المُرتقبة، لكن “تقديم ميسي” يظل المناسبة الأكثر ترويجًا لكرة القـدم فى البلاد، بانتظار ما سيُقدمه نجم برشلونه وباريس سان جيرمان السابق مع إنتر ميامي بالملاعب الأمريكية.
ويعني ذلك ان قدوم ميسي مرتبط بصورة قوية باستعدادات الولايات المتحدة للبطولات الثلاثة، فإذا اعلن أحدهم أهلًا ميسي، ربما توجب على آخر ان يرد قائلًا: “أهلًا بكرة القـدم”.
تضحيات المشجعين
يملك ميسي شعبية جارفة فى عالم كرة القـدم وخارجها، وقد كان طبيعيًا ان يتوافد المشجعون بكثرة على ستاد “درايف بينك” لرؤية قائد منتخـب الأرجنتين، والاحتفاء به.
لكن اللافت ان اكتظاظ المدرجات بالمشجعين حدث بعد وقت قصير مـن تساقط غزير للأمطار، ما اضطر الجماهير الي استخدام “خيام”، متمسكين بالبقاء فى محيط الْمَلْعَبُ لرؤية ميسي عَنْ قُرب، حسب ما اعلنت به اخبار صحفية.
ويعتقد مراقبون ان مشهد الأمطار وتمسك المشجعين بالبقاء لرؤية ميسي قد يمثل نقطه تاريخية فارقة فى الحديث عَنْ الجمهور الأمريكي ومقدار حبه لكرة القـدم.